“مساهمة كليتنا البارزة في فعالية بيت الحكمة حول مستقبل المياه في العراق”
عقد قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في بيت الحكمة ندوة بعنوان “السياسة المائية في العراق: الواقع والطموح”، حيث تولت أ.م.د. فرح صابر التدريسية في كلية التحسس النائي والجيوفيزياء إدارة الندوة كمقررة لها.
شارك في مناقشة محاور الندوة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الوزارات المعنية، على رأسهم السفير الدكتور هشام العلوي، وكيل وزارة الخارجية العراقية. كما كان لجامعتنا دور متميز في الندوة، سواء بالحضور أو المناقشة، إذ شارك في الفعالية مساعد رئيس جامعة الكرخ للعلوم للشؤون العلمية وعميد كلية التحسس النائي والجيوفيزياء ومعاونه للشؤون الادارية وعدد من الاساتذة والتدريسيين في كليتنا.
سلط الباحثون الضوء على أزمة شح المياه في العراق خلال السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن الأسباب تتعدد بين سوء إدارة استخدام المياه، وتغير المناخ، وتراجع الإمدادات من دول المنبع، تركيا وإيران، بالإضافة إلى سوء التخزين وضعف تطبيق القانون في استخدام المياه. واعتبر الباحثون أن هذه العوامل المتشابكة خلقت مشكلة لم يتم حلها حتى الآن، ويزيد من تعقيدها البعد السياسي للأزمة.
تناولت المناقشات السياق التاريخي للمشكلة، مؤكدين على أن غياب الإرادة السياسية في العراق طيلة العقود الماضية منع حلها. كما أشاروا إلى مسألة عدم وضوح الجهة المسؤولة عن الملف، حيث تتداخل المسؤوليات بين وزارة المياه، ووزارة الخارجية، ولجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، ووزارة الزراعة، مما أدى إلى تأخير العراق في المطالبة بحقوقه، وتأخر استجابة دول الجوار لمطالبه.
قدم الباحثون مقترحات لمواجهة الأزمة وحلها، مؤكدين أن العراق يمتلك القدرة على إدارة الأزمة بفعالية في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة. وبسبب تأثير تغير المناخ، كثف العراق جهوده الدبلوماسية في السنوات الأخيرة.
خلصت الندوة إلى أن العراق يمكنه الاستفادة من نفوذه وإمكانياته، باعتباره منتجاً للطاقة وشريكاً تجارياً وحليفاً أمنياً مهماً، للتوصل إلى ترتيبات عادلة في تقاسم المياه. وأكد الباحثون على ضرورة النظر إلى المياه كوسيلة للتعاون وليس للصراع، مشددين على أهمية وجود “إرادة سياسية” قوية، خاصة في ظل الانفتاح الدبلوماسي للعراق وتعزيز مكانته كجسر إقليمي للتعاون.
إن مشاركة تدريسيينا في هذه الندوة تعكس الاهتمام العميق والمستمر لكلية التحسس النائي والجيوفيزياء بقضايا السياسة المائية في العراق. هذا الالتزام ليس مجرد اهتمام أكاديمي، بل هو تجسيد لحرص مؤسستنا على الإسهام الفعال في معالجة التحديات الوطنية الحيوية، فمن خلال هذه المشاركة، تؤكد الكلية دورها المحوري في تعزيز الفهم العلمي والتطبيقي للقضايا الاستراتيجية التي تواجه البلاد، وتسهم في تقديم حلول مستدامة ومدروسة لتلك التحديات عبر الخبرة الأكاديمية والمشاركة الفعالة في النقاشات العلمية والاستراتيجية.