
كليتنا تجدد الولاء وتحيي ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
بقلوب يعتصرها الألم، وبمشاعر يلفها الحزن العميق، تتقدم عمادة كلية التحسس النائي والجيوفيزياء بخالص العزاء إلى مقام سيد الكائنات النبي الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وإلى بقية الله في أرضه الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وإلى مراجعنا العظام وأمتنا الإسلامية جمعاء، بمناسبة ذكرى استشهاد سابع الأئمة الأطهار، الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، الذي خُتمت حياته بمظلمةٍ تقشعر لها الأبدان، في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصب.
في هذه المناسبة الأليمة، نقف بكل خضوع أمام سيرة إمامٍ جسّد الصبر أيقونةً خالدةً، ورسم للإباء عنواناً لا يُمحى. إمامٌ تحمل قيود الظلم وظلمات السجون، وقابل الجور والعدوان بسكينة الموقنين وعبادة العارفين. إمامٌ جعل من صبره نوراً يهتدي به المظلومون، ومن سجوده الطويل درباً يسلكه العابدون. كيف لا وهو الذي ملأ المطامير بتراتيله، وعمّر ظلمات السجون بآيات القرآن وصبر الأبرار.
سلامٌ عليك يا كاظم الغيظ وأنت تواجه الطغاة بحلمٍ أذهلهم، وبصبرٍ أخرس أصواتهم، وبإيمانٍ صدح رغم قضبان الحديد وأسوار السجون. سلامٌ على روحك الطاهرة التي أبت إلا أن تكون منارةً للمؤمنين في كل زمان، وسلامٌ على موقفك الخالد الذي أعجز الظالمين، ودفعهم إلى محاولة النيل من عظمتك بمناداتهم “هذا إمام الرافضة”، ولكنك بقيت وستبقى شامخاً في قلوب محبيك، رمزاً للحق والعدل.
نتضرع إلى الله في هذه الذكرى أن يجعلنا من السائرين على خطاك، ومن المقتدين بسيرتك العطرة، ومن المنعمين بشفاعتك يوم لا ينفع مال ولا بنون.
“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.”
رحم الله إمامنا الكاظم (عليه السلام)، ونسأل الله أن يرزقنا زيارته في الدنيا، وشفاعته في الآخرة، وأن يجعلنا ممن ينهلون من بحر علمه وصبره وجهاده.
فديناك يا إمامنا الصابر، ونسأل الله أن نبقى على عهدنا معك إلى أن نلقاك في جنات النعيم.